علم الاحصاء بين الماضي والحاضر
**المقالة العلمية الموسومة "علم الإحصاء بين الماضي والحاضر"**
ترجع البدايات الأولى لعلم الإحصاء إلى منتصف القرن الثامن عشر حيث ظهر مصطلح (Statistics) باللغة الألمانية في عام 1749. وتغير تفسير هذا المصطلح عبر التاريخ وارتبط تطور علم الإحصاء بالدول ذات السيادة وتطور نظرية الاحتمالات واقتصر مفهوم هذا الفكر على جمع البيانات والمعلومات عن الدول والعد والحصر وتعداد السكان.
هذا الفكر (علم الإحصاء) الذي بدأ بالعد غدا اليوم أسلوباً للتفكير يلعب دوراً حيوياً في فهم الظواهر والتخطيط والتنبؤ واتخاذ القرارات ويفتح الأبواب لمجالات المعرفة الجديدة في مختلف الميادين. ويجمع العلماء اليوم أن التقدم السريع الذي حصل في تطور الفكر الإحصائي أدى إلى ثورة في تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات. فالخيارات الحديثة لدراسة منظومات العلوم والتكنولوجيا المعاصرة تتمثل في التشابك المعرفي بين الرياضيات (ملكة العلوم)، الإحصاء (خادم العلوم) والحاسبات (لغة العلوم) في بناء نماذج رياضية إحصائية حاسوبية مستندين بذلك على علم البيانات (Data Science) حيث تصف هذه النماذج كل شيء في الحياة (حركة كل الظواهر)، ويعد الإحصاء علم العلاقات المتبادلة مع العلوم الأخرى حيث تمثل الطرائق والنظريات الإحصائية أساساً في تطورها.
وتتميز النماذج الإحصائية بالجمالية (التناغم بين الأعداد وأناقة الأشكال) والموجزية لكون النماذج الإحصائية تسمح بالتركيز على العوامل والمتغيرات ذات التأثير الأكبر في الظاهرة (Parsimonious)، والمرونة (إمكانية استخدام النماذج الإحصائية في معالجة ظواهر متعددة).
كل ذلك يجعل المتأمل في مسيرة الفكر الإحصائي يلاحظ أن نجاح هذا الفكر يتوقف على الإحصائي ذي العقلية العلمية الهادئة الصادق الأمين؟؟
أستاذ الإحصاء والقياس الاقتصادي
أ. د. ناظم عبدالله عبد المحمدي
كلية الهدى الجامعة
الأنبار
#كلية_الهدى_الجامعة
#تعليم_معرفة_ريادة
#دائرة_التعليم_الاهلي